Translate

أكتبُ لأعيش ...

صورتي
حياتنا لا أحد يعيشها غيرنا .. واحساسنا يميزنا

الخميس، 24 أغسطس 2017

قسوة وداعك


‏ما كان أقسى من وداعك غير أني في الطريق ..
 أبكي فتلفظني الشوارعُ للبعيد ،
 أكونُ في دمعي الغريق !
‬⁩‏ما كان أقسى من وداعك الإ أنني أحتاجُ للماضي ،
 أجدد عهديَ المظلوم ،
 أرضى بالأرق !
‏⁧‫
‏ما كان أقسى من وداعك الإ إنّني في كل مرآة ٍ أراك ، 
فأشيحُ للقمر المنير ، 
أراكِ قابضة اليدين ،
 ترددين .. ( كن يا فراق )

‏⁧‫
‏ما كان أقسي من وداعك الأ أنني ، 
أُبعدت من رحم الحياةِ ، 
روحي تساقطت 
، والجسم هاهو محترق !
‏⁧‫
‏ما كان أقسى من فراقك الإ أنني من كل شيءٍ 
أقطفُ الصمت الفضيع 
، حتى" الشهادة " لم أطق !
‏⁧‫
‏نامي بعيداً في جفون الليل ،
‏أوقدي من أدمعي قنديلَ ليلك ،
‏واذهبي من حيث ما غاب الشفق !
‏⁧‫

طفله !

هي هكذا طفلهْ 
خدودها مبتلّه
تحكي حكاياها
وتضحك
تضحك الدنيا .. بها مهتمّه
من ثغرها الوردُ تعلّم فنّه
وتراقصت أوراقُه في خدّه
أصبح للشروق مطالعاً
من ثغرها
أصبح جنّة !

-

اليومُ يبدأ حينما تستيقظ
في نومها .. كل الدقائق غفله
فالناسُ يحتفلون
يتباشرون
يتمايلون في طربٍ
هي اليقينُ
و واجبٌ .. فرضٌ
وسنّةُ السنّة

-
ماذا أقولُ ؟
سرابٌ منطقُ المعنى
فلا جديد يُقال
هي ملح هذا الكون
بلسمٌ ...
وما تناقص فيه
هي من يتمّه !



ملامحُ


ملامُحٌ
وابتسامة
ووردٌ ذاب
ولا ملامة
خدٌ .. و ودٌ
هدوءُ نصفِ الليل
واحترامه


هي من بدأ
ثم أنشأ ما نشأ
يزينها العقل الرزين
وتنطِق المنطق
تُعلّم كل من ينطق
فهيَ البداية
ألفٌ..
وكذاك " جسمٌ "
علّم الألف الوقوف
اسألوه
سينطق !


عيناك ...
يا ذاك البديع
كونٌ تجلّى بطن ذرة
في عينها قصصٌ
عظاتْ
بشائرٌ
وَ 
ابتهالاتْ
عيناكِ
بحرْ
سحرْ
ألغازٌ ..
نارٌ.. وبردْ
وثورةُ
كانت سلامْ

شفتاكِ
اكسيرُ الحياة
وزورقُ من اراد نجاته
وجعِي ..
وغيرةٌ من كل أهل الأرض
على الكلمات
على الضحكات
تلك التي مولودةٌ
بين الورود
وَ تذوب موتاً
في الهواء
يا ليتني قد كنت حرفاً
فانطقي اسمي
كي أكون ..


أخاذيات


أخاذيات ( 1 ) 

في المآضي كنتُ أتمنى أن أكبُر كي أكون حراً مستقلا بذآتي 
مرّت الأيآم ولآزآل ذلكَ الحُلم يسطعُ في عيني
إلى أن كبُرت 
حينها قلتُ
سحقاً ،
مآ أجمل الطُفولة
 لا همٌ ولا نكد
إن هم قلبي هم في لٌعبٍ



أخاذيات (2) 

قبل ما يُنآهز السنتين 
كآن أخاذ رجلا بسيطاً ، يتعآملُ مع الكل من عرف ومن لم يعرف
ببسآطة ، ولا يتكلف
يضحك مع هذا ، يبتسم لذآك 
حتى قآل لي أحد أصدقآئي ولن أنسى ما قاله : 
يآ أخي وش فيك دآيم مبتسم ؟ 
كنتُ أُحسدُ على ذلك
مرت الأيآم ، وقرأت في أعين البشر 
أنني أُعتبر في قآموسهم كما يقولون " خفيف " أو " سآذج حينها أظطُررتُ لكي أُغير من شخصيتي 
واتسمتُ بقلة الكلآم ، والثقل" كما يقولون



أخاذيات ( 3 )  

كنتُ أتكدر كثيرا حينمآ أتمنى شيئا ولا يحدث
حتى إن وآلدي كآن يقولُ وينصحنى 
يآ بني إصبر وصآبر
لا ضير فالله أعلمُ مني ومنك 
لم أكن أؤمن بذلك 
كنتُ أحرّك رأسي وأقول " إن شآء الله مرتِ الأيآم ، ذهبتُ للدرآسة في جدة ، جآمعة الملك عبدالعزيز 
وكآن أبي سعيد، وأمي تتةاصل معي يوميا ، 
فأنا أكبرُ أبنآئها ، كآنت أمي توآسي هذا المغترب
الذي إعتآد بأن هنآك من يطبخ له ويغسل ملآبسه 
كآن أبي معي خطوةً بخطوة ، كآن يقول لي إفعل هذا ، وسيكون النآتج كذا وكذا 
كآن يتكلمُ من وآقع خبرة ، كنتُ لآ أؤومن بذلك 
ولكن الآن لو قآل لي إقفز من شاهق جبل .. 
لفعلت  إيمآنا بأن أبي يحبني أكثر من حبي لنفسي 
ويعلمُ الخير لي أكثر من غيره 
،
همسة : أحبُ أبي وأمي




أخاذيآت (4)

بعد ذهآبي كمآ تعلمون للدرآسة في جدة 
كآن الطبِ هو ما أريد ، ولكن كآن ينقصني اللغة الإنجليزية 
حيث كآنت الدرآسة بتلك اللغة 
وكوآقعٍ مرير ، كنتُ متميزا كثيرا في الدرآسة ما عاد مآدة اللغة الإنجليزية 
ولا أُحمل نفسي مسؤولية ذلك كآملا 
فكآن المدرس مصرياً ، يشرح الأنجليزية بالعربية ؟ 
وإن تكلم كآنت أنجليزية مصرية 
لا أحتقر ذلك ، ولكن الأفضل أن تأخذ اللغة من أهلها 
ذهبتُ إلى جدة قبل أن يبدأ الدوآم بإسبوع 
ظناً مني بأنني سأحصلُ على سكنٍ مثلي مثلُ غيري
وصلتُ هنآك تفآجأتُ بأن تقديم السكن من خلال الإنترنت 
وكنتُ لا أعلم ، ولكن من حسن حظي 
إبنُ عمي كآن يعمل هنآك ، كآن متزوجاً ويعرفُ أحدا من أصدقآئه
فسكنتُ معهم ، صرتُ عزوبيا ، وهنآك جدولٌ كل يومٍ أحدنا يطبخ 
حيآة جديدة أليس كذلك ؟




أخاذيات (5)

أذكرُ عندما قررتُ الدرآسة في جدة 
كآن أصدقآئي يقولون ، لماذا لا تدرس في جآمعة نجرآن 
كنتُ ابتسمُ وأقول ، حيآتي كلها قضيتُها في نجران 
لا مآنع من بعض التجديد ، وخصوصا في جدة ، فهم يقولون جدة غير 
ومن هذا المنطلق أحبُ التميّز 
نسيتُ أن أخبركم بقصتي في المطآر ، أول رحلة إلى جدة 
لقيتُ احد من أبنآء جدي 
كآن يستقبلٌ وفدا لإدآرة التعليم 
فسألني : إلى أين ستذهب 
فأخبرته بتفآصيل قصتي وانني ذلك الإنسآن الوآعي ، إلى آخره 
إبتسم حتى بآنت نوآجذه وقال أنت طالبٌ جيد ولكن إنتبه من جدة
قد تنحرفُ قليلا ، ولكن أنا وآثقٌ من أنك ستنجح 
فالبذرة الصآلحةُ فيك ، وإن كآن الظآهرُ أحيآنا غير ذلك 
قلت : لا نستغني عن دعآئك أستاذي " هو مدير مدرسة سلمتُ عليه ، وكنت أقبل ثرى نجران 
شوقا للقآء ولو بعد حين

أخاذيات ( 6 ) 

بدأ الدوآم في جآمعةِ جدة ، كنتُ فرحاً ، 
مسكينٌ أنا لا أعلم مالذي ينتظرني 
فالدرآسة في الجآمعة تختلفُ كليا عن درآسة الثآنوية 
عفوا ، هل كنّا أصلاً ندرس خلال فترة الثانوية ؟ 
حقيقة لم أعلم ما معنى الدرآسة إلا عندما دخلتُ الجآمعة 
حتى صرتُ أستشهد بقول الشآعر من طلب العلا سهر الليالي
نزلتِ الجدآول ، وأول عقبة وأجهتها ، كيف أقرأ الجدول 
لا يوجدُ أحدٌ أعرفه يدرس في الجآمعة ، فقد كآن الجدول منظم بطريقة غريبة 
فقلتُ في نفسي الحل سيكون غداً
سأذهب للجآمعة مبكراً واسأل الطلاب ، 
والحمدلله ، وأخيرا علمتُ إسترآتيجية كتآبة جدآول الجآمعة 
كآنت سنةً تحضيرية ، " أحياء ، كيميآء ، لغة إنجليزية ، إحصآء هذا ما اذكره 
حقيقة الجآمعة عآلم آخر ، وحيآة علمية جميلة تتسم ببعض الجمآل ، وليس دآئما
فآصلة :  
"
تبدو الأشياء الجديدة علينا في ظآهرها صعبه ، ولكن حين الخوض في تفآصليها ، بالعزم والإصرآر نصبح من يدرسها"


أ خاذيآت (7)

 أول شيءٍ لفت انتباهي في جآمعة الملك عبدالعزيز

هو تعدد ُ الطلاب اعني من مختلف المنآطق 
كآنت لديّ مسلمآت ، كشآب لم يحتك إلا بأبنآء منطقته ، 
أذكرُ كنتُ أتكلم مع طالب يسكُن في جدة 
فكنت أتحدث بلهجتي العآدية ، اي كل فعل أخآطب به اضيف له " هنت مثأل : ذاكرهنت ، رحهنت ، جيهنت 
فكآن يقول لي : عفوا ما فهمت وش تقول ؟؟
استغربت وقلت معقولة ما يفهم وش انا اقول 
حينها ادركت انه يجب علي أن أغير أشيآء كثيرة 
ومن ضمنها اللهجة ، كي لا اتعب في الترجمة من نجراني إلى جدآوي :)
فآصلة :
" في بعض الأحيان الظروف المحيطة بنا تجبرنا ان نغير أشيآء لم نفكر يوما ما أننا سنغيرها ، ولكن تمآشيا مع الحال "




أخاذيات (8) 

ترن ترن ، المنبه الساعه السادسه والنصف 
أضعُ المنبه لعشر دقآئق ، الدقيقة صبآحا تسآوي ساعة ليل
لها لذة وطعمٌ خآص ، وما يزيد الأمر سوءا 
أن من هم مثل حالي لا يستطيعون الإستيقآظ إلا بعد اللتي والُتيُّ
تذكرتُ مقولةُ لسودآني ثلاثيني يقول : 
ما يجعل العمل صعب وشآق هو الاستيقاظ صبآحا "
"إذا حُلت هذه المشكلة فالكل يستطيع العمل
أوآفقه قطعيا ، 
وما يزيدُ من همومي ، أنني أصحى وبدون إفطآر ،
أذكرُ وآلدتي حفظها الله عند الصباح
تبدأ في إيقآظي من قبل تحضيرها للإفطار 
تقوم بإعداده وتعود لإيقآظي ، تضع الإفطآر وتجلس في الصآلة المقابلة لغرفتي 
وتنآدي بين كل خمس دقآئق ، نااااااايف ، ناااااااايف 
وأنا كأنني لا أسمع ، أريد ان استزيد بقدر ما استطيع 
تعآود مرة أخرى نااااايف ، نااااايف
إلى أن يصحو أبي وبمجرد أن اسمع خطوآت أقدآمه الثقيلة التي تحط بعنف على مشارفِ اذني 
انهض من فرآشي متظآهرا انني من مدة وأنا يقظ
فاصلة :
" مشقةُ العمل تكمن في الإستيقآظ صبآحا




أخاذيات (9)

كنتُ دآئما في أيآم الدوآم ، همي الوحيد كيف أملءُ بطني 
ولنكنّ شفآفين يا أحبه ، لذلك أقترحنا أن يكون كل يوم لشخص منّا ، كنا حينها ثلاثة 
كل يوم شخص يطبخ لنا وجبة الغداء ، أما الإفطآر والعشآء ،
 فنأكلُ أي شي والسبب صحي " لم يصدقني أحد ، أعلم ذلك " ، 
أحد الوآجبات عندما أذكرها أبتسم كآنت عبآرة عن شيبس " ليز بالكآتشب " وقشطة ، وشطة نضع القشطة مبدئيا على سفرةٍ ، ومن ثم نضع الشيبس على شكل جبل ، ومن ثم ننهال عليها بالشطه 
كآنت لذيذة جدا ، وتُرضي البطن نسبياً ، 
حقيقةً أدمنّآ تلك الأكلة في تلك الفترة ، 
وما يجعلني أتقطع حزناً على نفسي هو غسيلُ الصحون أنا على استعداد تآم لكي أطبخ لعشرة أشخآص ، ولكن كآبوسُ هو ، عندما يُطلب مني غسيل الصحونْ كل يوم نخوض رحلة أسميتها " رحلة البحث عن الأكل " !

فآصلة ، 
" إبن أدم أي شيء يملءُ بطنه ، فلا تجعلوا الأكل همكم وشغلكم الشآغل ، عندما تأكلون أرفعوا أيدكم ، واشكروا الله ، فغيركممحرومٌ من أبسط مقومآت الحيآة ، التي أحيآنا قد يحزن أحدنا لانها لم تتوفر له ، في هذه الحيآة أنظر لمن هو أدنى منك في امور الدنيا ، أما العبآدة فانظر لمن هو أعلى منك " !
( جُمعة مبآركة ، وصبآحُكم جمآل وكمال )


أخاذيات ( 10 )

مرتِ الأيآمُ والروتين هو المسيطر على حآلنا ، 
من الجآمعةِ إلى المنزل ، ومن المنزل إلى الجآمعة ، 
يتخللها الذهاب للكوآي ، والبقالة ، 
أتى يوم 25 في أول شهر ، الرآتب أتى ، يم يم 
كمآ أذكر أول رآتب كآن كآش ، لأنه لم تصدر بعد بطآقات الصرآف للطلبة ، 
وكآلعآدة ، أول أسبوعٍ نأكل في كل مكآن ، نخرجُ للبحر ، ونذهب للمول 
لا نفكر عند الشرآء ، ويكفينا ان نُرْضِي الهوى ، 
أتى الأسبوع الثآني بعد الرآتب ، وبدأ الترف يقل شيئا فشيئا 
إلى أن كدنا نلفظ أنفآسنا الأخيرة على الآخر الاسبوع من الشهر
فتذكرنا حديث الرسول صلى الله عليه وآله 
"
يا معشر الشباب من إستطآع منك البآءة فليتزوج أو فعليه بالصيام فأنه له وجآء "بدأ الصيآم ،، لا تذهبُ أفكاركم يمنةً أو يسرة ، فالسبب ديني كما أسلفت ^_*حقيقةً لا أؤخفيكم ، تعلمتُ من الغربة أشيآء كثيرة ، والحمدلله أنها أُتيحت لي الفرصة 
الإنسآن بطبيعة أمره لا يُقدّر الأشيآء إلا بعد فقدها ، وإن كآن لفترة معينة 
لم يأتِ الشهر الذي يليه حتى كأنت لدي خطةٌ محكمة لآخر نفسٍ من الشهر !

فآًصلة ، 
" يُقآل بأنّ التدبيرُ نصف المعيشة ، وأنا أقول بأن التدبير هو المعيشة "



أخآذيات ( 11 )


هاتفي النقال دآئما ما يحظى بمكآلمات أمي ، فقد كآنت " حفظها الله " تتصل بشكل يومي
تطمئن على صحتي ، وتفيدُني في مسألة الطبخ ، كما يقولون" إستشآرآت مكتبية وكنتُ حقيقة أرى أمي سعيدة عندما أتصل وأقول لها ماذا افعل ؟ ، الماء أراه زآئدا !! فتضحك وتقول لي ، عندك بطاطا ؟ فأقول : نعم فتقول ضعه لأنه يمتص المآء والملح 
أما الحال مع وآلدي كآن مختلفاً ، كآن يهتم بالجآنب العلمي ، حيث أنه تخرج من جآمعة علمية
ويعلمُ ما أحتآج في هذه المرحلة ، الإرشآد ، وتوطين الثقة بدآخل النفس ، 
عندما أُعطينا أسمآء المرآجع ، وأخذت المرجع لمآدة البايولوجي ، حينها ذُهلت
المرجع يحتآج لشآحنة كي اتنقل به ، اتصلتُ على وآلدي أخبره بمُصآبي 
فضحك وقال : لا تخف أنت فقط ستدرس فصول معينه ، التي ستكون معك في المنهج فقط حينها قُلت : الحمدلله ، كتب الله أجرك يا أبي 
وأيضا أخوآني وأخوآتي ، كآنوا يتصلون عليّ ويضحكون ، 
لن أُخفي عليكم ، فقد كنتُ المدلل نسبيا ، لأنني أكبر إخوآني وأخوآتي
فانتهزوا الفرصة وصآروا يضحكون على بؤس حآلي ،
على الرغمِ من ذلك ، إلا أن شوقي لهم يزدآدُ يوما بيوم 
فالجو الأسري في منزلنا جميل جدا ، فكل وآحد في العائلة لديهم شخصيته التي تميزه 
أخي الذي يليني ، يعشق العمل ، طيب القلب ، يتفننُ في صنع الضجر لغيره 
اختي التي تليه ، تًحب الضحك ، متذمره ، ملتزمة دينيا ، وتعشق إجتمآعي انا وأخي للضحك 
كل فرد من عآئلتي ، يحتآج لكتآب أشرح فيه صفآته ، 
ولكن الكل نمثل روح وآحدة ، روح الأسرة المتحآبه  !

فآصلة ، 
" نعمُ الله علينا لا تُحصى ، فلنثبتها ونوطنها بالشكر ، لم أكن أعشق جو العآئلة إلا عندما إبتدعتُ ، حينها صآرت إبتسآمتي مرتبطة بذكري لعآئلتي "




أخاذيات ( 12 )

 مرت شهرين كلمحٍ بالبصر ، وكآن الكفآحُ مع اللغة الإنجليزية سيد الموقف 
وكمآ تعلمون أنني أفضل من تحدث باللغة الإنجليزية ، كآن لابدُ لي من جهدين مضآعفين
الجهد الأول في الترجمة ، والثاني في حفظ المعلومة وفهمها 
وكآنت أيضا مآدة الإحصآء تزيد الهم هماً ، كآن الدكتور سورياً ، عندما يتحدث يجلبْ النُعآس 
والمآدة برأيي لا يستهآنُ بها ، كنتُ دآئما أرى فيه " بآب الحآرة " فأبتسم 
عدتُ إلى المنزل بعد إنتهآئي من الجآمعة ، فقلتُ لنفسي لا ضير من غفوةٍ كي تجدد نشآطك
وضعتُ رأسي وحدقدتُ في السقف لبعض دقآئق ، ومن ثم تدخّل النوم قبل أن أبدأ في التفكير والوسوسة 
هآتفي النقآل يرنُ ، " أغلى إنسآن يتصل بك " ، إنهُ أبي 
أجبتُ على الهآتف فقال لي : " أبشرْ يا بُني لقد قُبلت في بعثة الملك عبدالله " للتخصصآت الطبية قسم طب بشري
قلت " الله يبشرك " ، ذلك اليوم يُعتبر نقطة تحوّل في حيآة أخّآذ ،
للإيضاح :
((
سبقَ وأن سجلتُ في أغلب جآمعات المملكة وبرامجها ومن ذلك برنامج الإبتعاث )) أقفل أبي السمآعة ، وأنهآلت عليّ موجةُ إتصالات من الأقآرب والأحبه ، 
كنتُ فرحاً وفي الجآنب الآخر أتسآءلُ هل أُنهيْ درآستي في جدة وأقبلُ ببرنآمج الإبتعأث ؟ 
أم أُكمل مشوآري ؟ 
هل سأصبرُ على البعثة وأضرارها وفِتنها ؟ 
وفي الكفةِ الأخرى فوائدها كالإطلاع على عآلم جديد ؟ 
كلها كآنت تدُور في رأسي !وأيضا طبقتُ مقولة " إستخرْ وأستشر وسأخبركم بقراري في اخاذيات ( 13 )

فآصلة ، 
" نرسمُ ونخطط ، نتوهم بإعداد مسقبلنا المزعوم ، ولكن تأت الظروف وقد تكون الحظوظ ، وتخآلفُ كل توقعآتنا رآسمةً منحنى آخر ، بأبعاد ثلاثية جديدة "




أخاذيات ( 13 )

 مرّ أسبوعين أو اكثر على خبر قبولي في برنامج الإبتعآث ، ولا زلتُ أفكر في ذلك مليّاً
لان ذلك يُعتبر تغيير مجرى حيآتي كلياً ، 
كآن ترتيب الدُول التي إخترتها ، المجر ، إيطآليا ، ألمآنيا 
من الطبيعي أن الحمآس سيقل بسبب وجود أفكآر جديدة وحيآه أرها ممتعة في الخآرج 
مقآرنة مع حيآة الطالب البئيسة في المملكة بشكل عآم
بعد فترة إتصلوا على أبي وأخبروه بأنه يجب علي تحديد شيءٍ وآحدٍ إما الإكمال في جامعة الملك عبدالعزيز 
أو قبول البعثة ، والبدء في الإجرآءات ، لأن نظآم البيآنات في الوزآرة مرتبط مع التعليم العالي 
فرأوا اسمي من ضمن طلبة الملك عبدالعزيز ، 
"
إتصل عليّ أبي فوراً واخبرني وقال : الآن أنت قرر واصنع مستقبلك بنفسك ، وأنا لا أريدكَ أن تقول مستقبلا إن حصل شيءٌ لا سمح الله 
أن تقول لي لما لم تجعل لي حرية الإختيآر!!! ، الكُرة الآن في ملعبك ، فكر جيد وسأتصل عليك بعد سآعةٍ من الآن 
رفعتُ يدي وقلت " يا رب أنت أعلم بحآلي ، وتحبني أكثر من نفسي ، فدُلني على الخير أينمآ كآن ، وييسر أموري ، وألهمني شكرك إتصلتُ على أبي وقلتُ له ، الحيآةُ فرص ، وانا الآن أتتني فرصة من ذهب ، ولن أضيعها من يدي ، سأحزن على هذه السنة في الجآمعة 
ولكن في بعض الأحيآن يحتآج الشخص منّا أن يكون شجآعا ويقول ما يريدُ،
لذلك سالتحق بالبعثة ، والله يكتب اللي فيه الخير 
قال لي أبي : خيرا قلت يا بُني ، وفقك الله ، 
بدأ الآن أخاذ في الكسل ، يومٌ يذهب للجآمعة ، ويومين لا يذهب ، وما كآن يُحزنني إلا صديقي الذي يعيش معي
تأثر وأصبح ينآمُ معي صبآحا ، فقلتُ له أنا أيامي معدودة هنا ، سأذهب واتركك لذلك لا تقآرن نفسك بي
إلى أن أتى آخر الشهر ، كنت منتظرا الرآتب الأخير كي أتلذذ به ، واسحب اوراقي من الجآمعة : ) ذهبتُ للإدآرة وطالبت برآتبي فقالوا اذهب وأتنا بتوصية من أحد الدكآترة ، أحضرتُ لهم ما أرآدوا وأخذت رآتبي 
أما الموظف المسؤول أحسستُ أنه أعطآني ذلك من حسآبه الخاص !!وبدأت المعآنآة والمرآجعة لإتمام إجرآءات البعثة 
إبقوا معي

فآصلة ، 
الترددُ أحيانا يَضيع منّا الفرص ، لذلك دآئما إستخر الله واستشر أهل الخبره ، وتوكل على الله ، وكن شجآعا في إختيآر مستقبلك وطريقك




أخاذيات ( 14 )

 بعد إنتهآئي من إجرآءات إنسحآبي من جامعة الملك عبدالعزيز ، أتت اللحظة التي لم أحسب لها حسآب
لحظة توديع أصحآبي ، حقيقةً لم يكن لديّ زملاءٌ كثر ، كآن لدي صديقين ، أحدهم من الطآئف والآخر من الدمام 
أذكر أنني عندما التقيتُ بهم لكي أودعهم ، قال لي أحدهم : خلاص يا نايف بتروح ؟ 
ولمحت في عينه دمعة حزن ، لم أكن اتوقع أن بإنتظآري ودآع من الصعب بما كان
قلتُ له : نعم ، وسيكون بينا إتصال وتوآصل يا صديقي ، 
كنتم حقيقة لي أعز الأصدقآء ، أعلم أنه لم يمضي وقتٌ طويل على معرفتنا ببعض ولكن يشهد الله أنكم مثل إخوآني .ودعتُهم بإبتسآمةٍ ذآبلة صفرآء ، على قدر ما كنتُ أتمنى أن أُنهي إجرآءاتي من الجآمعة ، 
على قدر ما كآنت أقدآمي تعصي أوامري بالخرج من فنآء الجامعة .، وداعا للحظآت القليلات التي قضيناها هنآ ، وداعا لكلِ ساعةٍ جمعتنا هنا 
ولن أنسى \ ، 
وداعا لكلِ الصعوبات التي أعطتني دروساً مهمة في حيآتي !عدتُ إلى المنزل لإحزمَ حقائبي ، للذهاب إلى الرياض وتحديدا لوزارة التعليم العالي ، لإعطائهم إثبات يفيد بخروجي من الجامعة ، 
وكآن الوداع الثاني أصعب وأمر ، سأودعُ أخي وصديقي الذي عشتُ معه ، كانت روحه جميله مرحه ، وإن كان باردا بطبيعته إلا أنه كان يعني لي الشيء الكثير ، هو رفيق الدرب، وحبيب القلب .قبل أن أذهب للمطار ، قلتُ له : إجتهد يا صديقي ، فالدنيا لا تدوم على حال ، إجعل الدراسة نصب عينك ، ولا مانع من بعض الترفية ولكن بإتزآن ، لا تدع كفةً تعلو على كفة !وصلتُ إلى المطآر ، أخذت تذكرة صعود الطآئرة ، ودّعتُ أخر نفسٍ لي في جدة ، إلى حيآة مجهولة بالنسبة لي .

فاصلة ، 
" هنآكَ أيامٌ نريدها ان تنتهي بسرعة ، والاسباب قد تختلف ، ولكن في بعض الاحيان يخيبُ ظنُنا ، ونتمنى أن لو أطلنا البقآء فيها اكثر ، من سوء الواقع "





أخاذيات ( 15 )

 أعزآئي الركاب نرجوا من الجميع العودة إلى مقاعدهم وربط الأحزمة إستعدادا للهبوط 
حقيقة كانت الطائرة دولية جميلة ، ليست كالطائرة التي تُقلني من نجران إلى جدة " مترين في مترين كنتُ قبل أن أصل إلى الرياض ، قد كلمتُ أحد أصدقائي ويسكن هناك ، بأنني سآتيه ، فرحب بي وكان في انتظاري 
وصلتُ إلى المطار ، نزلت من الطائرة ، انتظرت ما يقارب نص ساعه ، لكي أخذ حقائبي ، تمنيتُ لو أنني أخذتها معي 
لكان أريح بكثير سحبتُ حقيبتي من خلفي ، ورأيت مجموعة من أصحاب التآكسي ، طبعا انا اتلذذُ في إنزال الأسعار ، وكأنني من أصحاب المدينة 
قائلا :( يا ابن حلال ترا العنوان هنا قريب ترا ماهي اول مره اجي الرياض ) 
 ، فيرد علي قائلا : والله المكان بعيد انت حول شارع خريص
وحقيقةً بعدما اتفقنا وذهبتُ معه إكتشفتُ أن المكان بعيد ، قبل ان انسى " هذه اول مره اذهب فيها الى العاصمه إكتشفتُ أن الرياض كلها شوارع ومخارج ، أمزح " أحبكِ يا عاصمةُ بلادي وصلت الى العنوان ، اسقبلني صديقي وكان على وشك ان يقلع الابواب فرحا بي 
صدق الرسول صلى الله عليه واله عندما قال " السفر قطعة من العذاب " الرحلة لم تكن طويلة ، ولكن أحسستُ بالتعب 
أحضر صديقي العشاء ، تحدثنا وضحكنا ، واستفدتُ منه جدا ، لانه شاعر جمّ ، 
اذكر في بعض الاحيان نجتمعُ انا وهو ، ونقراُ أبيات شعرٍ ومن شدةِ ذهولنا من بعض الابيات الجاهلية ، كُنا نصيح ونقول حقا إن من البيان لسحرا
إستأذنتُ صديقي لكي أنام ، وضعتُ رأسي على المخدة ، وقلتُ في نفسي " إلهي لا تكلني إلى نفسي طرفةُ عين مستقبلٌ مجهول ، يطوي بداخله عالم مجهول ايضا ، وضعتُ المنبه على الساعه التاسعه ، كي اذهب الى وزراة التعليم العالي ، وأُسلم لهم كل الاوراق الثبوتية بإنسحآبي من الجامعة
فاصلة " إن من البيان لسحرا ، مقولة كنتُ أقولها صباحاً في إذاعة المدرسة ، ولم أعلمُ مدى عمقها إلا من قريب ، كذلك هو الحال مع اكثر المقولات التي تترددُ على السنتنا 






أخاذيات ( 16 )

المنبه الساعه التاسعه صباحا ، غفوة ( ) نعم / ( ) لا نعم اريد أن اغفوا قليلا يا هاتفي النقال قليلا أرجووووك ، واستمرت الغفوة الى الساعه العاشره صباحا ، 
بعد جهادٍ مع النفس اقنعتها ان تستيقظ ، لبستُ ملابسي ، واخذت حقيبتي اليدوية معي ، وإلى وزارة التعليم العالي 
تاكسي !! تاكسي !! ، 
فضلا أريد أن اذهب إلى هذا العنوان ، وصلتُ إلى حيث أريد ، كان المبنى كبيراً وجديداً ، 
تفاءلتُ خيرا ، طبعا ما يُميز دوائرنا الحكومية بشكل عام ، انك تمر على جميع الموظفين حتى تستقر عند من حاجتكُ عنده 
بعد دوران دام النصف ساعه او تزيد ، رأيت موظفي ، أوشكتُ أن اقبله فرحا برؤيته ، 
سلمت عليه " السلام عليكم " رد " يا محمد خذ رقم وانتظر دورك نظرتُ خلفي فلم أجد أحدا الا انا ، علمتُ بأنني محمد ، أخذت رقماً ،وجلستُ ، نظرتُ إلى اللوحة الإلكترونية التي تظهر الارقام 
وجدتُ أن قبلي فقط ثلاثه ، قلتُ في نفسي الحمدلله ، " خلاص هانت " ، انتظرت ثلاث ساعات ، تمنيت لو كان قبلي ثلاثين كي اقتنع بالمدة الطويلة التي قضيتها ، 
الجميل في الأمر يوجد " بوفيه " صغير ، ذهبت لكي اتناول وجبة الإفطار ، ومن بعد ذلك صليت الظهر ، وبعده العصر ، وكدتُ أن أذهب مع الموظف الى بيته ، وعندما يأت الصباح اذهب انا وهو لكي نعمل صباحا : ) جاء دورك يا اخاذ ، ذهبتُ وقدمت الأورآق ، اخذها مني ، وقال لي : خلاص رح خلص اوراقك وهذي هي المتطلبات ، وبندق عليك والا انت دق علينا ، وبنرد لك خبر .كنتُ أتذمر من أمي عندما تقول خذ هذه الورقة واذهب الى السوبر ماركت واشترِ لنا بعض الحاجيات ، ولكن عندما نظرت الى ورقة المتطلبات ، قلت حفظك الله يا امي ما اسهل متطلباتك !!! وبدأ المشوار في الدوائر الحكومية ، والبنك ، والمدرسة ، والأحوال المدنية ، والأدلة الجنائية ، والمستشفى ، والسفارة ، 
اعلم لن تصدقوا ولكن في نهاية المطاف ستبكون ألما مما سترون في الاخاذيات المقبله من تعب ونكد !

فاصلة ، 
" عزيزي المراجع للدوائر الحكومية يجب عليك اولا : الاشتراك في نادي حفاظا على اللياقة اثناء المراجعات ، ثانيا : التحلي بالصبر ولا تتحلى بالاخلاق لانهم لا يستحقون ، ثالثا : احظر وجباتك الثلاث ، وسجادة للصلاة ويستحسن ملابس " 








أخاذيات ( 17 )

 بعد عودتي من وزارة التعليم العالي، وبعد فآجعة المتطلبات التي يريدونها ، عدتُ إلى منزلِ صاحبي وكان حينها لايزال في جامعته ، تخصص صديقي أحبه " لغة عربية " ، سبق لي وان درستُ لغة عربية في المسجد وكنتُ متميزاً فيها ، وفي قراءة القران ولله الحمد .إنتظرته حتى عاد لنتناول وجبة الغداء ، الفترة التي أتيته فيها كان لا يطبخ ، كنّا دائما نأكل في المطاعم طيلة فترة المراجعات ، إلا مرة واحد ، طبخ لنا مساءا وجبة العشاء ، وكانت من الذ المرات التي أأكل فيها " الفاصوليا " وما يجعلها دائما في بالي ، أن صديقي عندما أراد ان يطبخ ، لم يكن يوجد " بصل " فأظطر أن يُخرج مهاراته ، فطبخ فاصوليا فقط " بالطماطم " وكانت لذيذة جدا ، لا اعلم هل جوعي من حدد ذلك ؟ ام ان " الفاصوليا " لذيذة !!خلال فترة توآجدي في الرياض ، كنّا نستقبل طلاب الجامعة في ايام الاجازة " الاربعاء ، الخميس " ليلاً ، لانهم كان يسكنون في الجامعة ، يأتون للحديث ، ويلبعون " بيلوت " التي لم أتعلمها لكثرةِ مشاكلها ، والخصام ما بين الفريقين المتنافسين ، كلٌ يقول بأن هو من يفهمها ، وانه تعلمه من عشرين سنه ، وبعضهم لم يتعدى التاسعة عشرة : ) والآن حان العودة إلى جدة ، كانت من ضمن خطتي ان اذهب للرياض ومن بعد ذلك اعود لجدة ، وبالتحديد لمكة لأداء العمره ، وكان لي ما أردتُ ، الحمدلله بعد وصولي سالما إلى جدة ، ذهبت إلى منزلِ ولدِ عمي " المتزوج " وضعت حقائبي وتوجهتُ لمكة طالبا من الله أن يكتب لي الخير في دنياي وآخرتي ، وفي أمر بعثتي ، إن كان لي فيها خيرا أن ييسرها ، وإن كان شرا أن يصرفني عنها ، وان يكتب لي الخير اينما كان .كانت تلك " العُمرة " تتميز بالهدوء بعيدا عن إزعآج الأهل أحيانا ، والاصدقاء .فاصلة
"
العزوبي كآئن حيْ يعاني من مشاكل كثيرة ، الطبخ ، التنظيف ، علاوةً إلى ذلك العامل النفسي وبعده عن أسرته ، لذلك نداء لجميع الفتيات " دلعوا العزابي اذا رجع لكم " ، شاكر لتعاونكم و تقديركم ^_* "




أخاذيات ( 18 ) 

حزمتُ حقائبي ، وجهزتُ متاعي للذهاب إلى نجران ، وكان بكل صدق قلبي يسابقني إلى المطار ، 
إشتقتُ للبساطة ، للهدوء ، لأهل نجران ، للطيب ، للكرم ، للوادي ، للهواء ، للأرض ، لكل شيء !عند وصولي للمطار كان في استقبالي أخي ، وصلتُ للمنزل وكان كل اخواني واخواتي في انتظاري 
ما جعلني اضحك ان رحلتي كانت الساعه السابعه صباحا ، ما يعني انهم سيستيقظون من أجلي ، 
وقبل ذا وذاك ، كان الإفطار في انتظاري ، حفظ الله امي اعدت لي وجبة غداء ، وليس افطار ، 
بعد ان تجاذبنا الحديث اللذيذ مع اهلي " ألذ من الفطار " ، دقت ساعة النوم ، يم يم يم 
نمتُ إلى الساعة الرابعة عصراً واستيقظت ، نظرتُ إلى هاتفي المحمول ، وجدتُ إتصالات ، 
إحساس أن الواحد مهم جميل :) 
، صليتُ وبعد ذلك حآن وقت المقابلات والسلام ، 
الغريب في الأمر أن الساعه العاشره ليلاً كانت ستقام مباراة وانا من ضمن الفريق ، يا إلهي أشهر منقطع عن الكورة مالذي سيجعلني اتحمل التسعين دقيقة ،؟؟ 
كان لا بد من وافقتي لان المباراة عقدت من أجلي بعد الإنتهاء من المباراة ، كانت صافرة النهاية من أجمل الاصوات التي سمعتها : ) طبعا ، العشاء فلافل كنتُ مشتاق جدا لمطعم معين في نجران ، 
حقيقة الحياة في نجران تعتبر جميلة ، كل طقوسي التي كنت أقوم بها قبل السفر ، عدت لكي أعيدها مرة أخرى

فاصلة ،
وتبقى نجران هي الانثى التي عشقتها طفلا وكبرت على ذلك !




أخاذيات ( 19 )

 وها أنا في نجران ، يلذُ لي النوم ، ويهنأ لي العيش مع أهلي وأحبائي ، ولو ان وزني زاد قليلا ولكن لا ضير ، سيأت سبعٌ عجاف يأكلن ما قدمتُ لهنّ ، 
والآن بدأت في خطة إنهاء متطلبات البعثة ، إستعدادا للذهاب إلى الخارج ، 
بدأت بالكشف الصحي ، كنتُ أظنّ أن الأمر جداً سهل ، فقط سوف اذهب إلى المستشفى وسوف يأخذون مني عينة دم وغيرها من العينات ، 
ذهبتُ إلى المستشفى ، ثم قدمتُ ورقةً من التعليم العالي تفيد بأن هذا الطالب قدم لدينا في البرنامج ، ويحتاج هذا الإجراء !أجابني دكتور سوداني ، ولكن لا يوجد لدينا النموذج الذي تريده انت!!! في المستشفيات الراقيه ، يوجد نموذج " أبليكشن " وفيه جميع الفحوصات الخاصة لمن يريد الدراسة في الخارج ، وفي نجران الحبيبة ماعندنا !لا حول ،، طيب وش الحل ؟ 
قال الدكتور " السوداني النشيط " : مدري شف لك نموذج وبعدين تعال 
طيب من وين اجيب لك هذا ماهو بشغلي ، وكالعادة لابد من واسطة " فيتامين واو " لكي تنهي امورك ،تذكرتُ ابي حين قال لي : ( حتى عند الخباز تحتاج واسطة 
!
أجبت : وكيف ؟ قال لي : إذا كان يعرفك بيعطيك خبز قبل الكل ، والجودة افضل ، ابتسمت وفهمت مضمون الرساله ! ) ذهبتُ إلى أحد زملاء ابي ، وشرحتُ له الوضع ، بحثنا في الانترنت لديه في المكتب ولم نحصل على ما نريد ،
اسبوعين وأنا على ذا الحال رايح جاي ، من وين رايح ، ومن وين جاي ، من المستشفى !إلى ان اتصل أحد اصدقائي ، وأخبرني أنه يوجد نموذجا لطلاب امريكا ، وسوف نعدل فيه بعض الاشياء لكي يكون صالحاً لدولة التشيك 
عندما ذهبنا للسوداني رفض !! وبعد تحايلٍ إستمر فترة مع احد اصدقائه الدكاترة ، أنجز لنا المهمه ، التي استغرقت اسبوعين ، وما يحزنني حقيقة أنهم لم ينظروا لهذا الكشف الصحي عند التقديم على الفيزة !!

فاصلة ، 
" صرتُ أستحي من أن أشتكي على دوائرنا الحكومية ، لأنك اينما ذهبت ، سوف تجد الإهمال وعدم المبالاه ، وإن وجدت موظفا على المكتب لم يكن يجيد عمله بالشكل المطلوب ، لا اريد ان اعمم ولكن هذا الغالب "






أخاذيات ( 20 )

والآن ننتقل للمرحلة الثانية ، وكشف الحساب ، 
كنتُ قد استفسرتُ من أحد الطلاب معي عن المبلغ الذي يجب ان يكون في حسابي ، علاوة على ذلك يجب ان يكون الكشف بالانقليزي
وكم يعادلها باليورو ، 
ذهبت إلى البنك الراجحي صباحاً ، " أكره الإستيقاظ صباحاً أكادُ أبكي ، ودائما ما اردد ليه ما يخلون الدوامات بعد العصر " ، ما علينا إستيقظت ، وإلى البوفية متناولاً إفطاري هناك ، 
وصلتْ البنك ، وشرحت لهم وضعي ، وقالوا ما نطلع لك الا بالعربي وبعد مشادات وافقوا على ان يكون بالدولار !!قلت طيب ابغا انا بالانجليزي وباليور المتطلبات تقول كذا ، قالوا ما عندنا ، طيب والحل ؟ 
لو لاحظتوا كل متطلب من المتطلبات مظهره يوحي انه سهل وبمتناول اليد ، ولكن على ارض الواقع صعبٌ جدا ، لوجود موظفين لا يعرفون اساسيات عملهم ، 
ملم أصل معهم لحل ، في الأخير طلبت منهم أن اودع الفلوس ومقدارها " 10 الالاف " في حسابي ، وعند ذهابي للرياض سوف أراجع الفرع الرئيسي هناك ، 
هم يقولون انهم يستطيعون إعطائي الكشف بالدولار ، وانا اريده باليورو ، 
وايضا قدمتُ طلبا لكي يتم صرف صرافة فيزا دولية "  إحتياطا " 
وهذه الورقة من ضمن الأوراق التي كانت إجراءاتها في الرياض ، طبعا خلال فترة السنة اللي ضاعت ، ذهبتُ إلى الرياض ما يقارب السبع مرات ، بعضها لأجل مراجعة ، وبعضها فقط اذهب هناك لكي ازورهم !توصلتُ إلى قناعة بأن البعثة واجراءاتها صعبةٌ جدا ، وتحتاج لإنسان صبور كي ينجزها ، وكما يقولون " يوم الدولة سنة "





أخاذيات ( 21 )
 بعد طول إنتظار قررتُ أن أذهب إلى الرياض للسؤال عن المستجدات من شأن البعثة 
كنتُ ولله الحمد بعد مشقة قد أتممت أكثر المتطلبات وبقي لي ترجمة شهادة الميلاد وتوثيقها من الغرفة التجارية وزارة الخارجية وايضا السفارة ،
كانت كل ورقها يجب ان تمر على كل هذه الدوائر الحكومية لكي يتم توثيقها ، 
الشهادة الثانوية كانت شيئا آخر ، وعالم مذهل ، تذهب إلى الغرفة التجارية ، الغرفة التجارية تحولك لإدارة التعليم إدارة التعليم تقول لازم ختم من وزارة الخارجية ، تروح لوزارة الخارجية في الرياض ، يقول لك الموظف لابد ختم من وزارة التعليم !!! دائرة مغلقة تتوه فيها من يدٍ إلى يد ، ومن دائرة حكومية إلى دائرة حكومية ـ إلى أن استقريت بتوفيق من الله عند رجل يتعدى عمره الاربعين في الخارجية وكان فاهم ، وختم لي الشهادة ومشت الأمور ، 
طبعاً عند وصولي للرياض ، وذهابي لوزارة التعليم العالي ، لم يفيدوني بشيء ، والربط والحل عند السفارة التشيكية ، 
ذهبت إلى السفارة التشيكية ، استفتسر عن ما يردونه ، فأعطوني ابليكشن " نموذج " باللغة التشيكية للتعبأه !! كنتُ مستغربا أنا لا اجيد الانجليزية ، كيف استطيع التعامل مع التشيكية أجاب الموظف يوجد مكتب إذهب له لكي يترجم لك ويساعدك في التعبئة !وعلى هذا الحال ، كنتُ أسافر للرياض أحياناً والنتيجة تكون نفس الشي ، 
أتى اليوم الذي إكتملت فيه المتطلبات جميعها ، كنتُ سعيدا خلاص الفيزا" التأشيرة " بتخلص 
ما صدمني وكدتُ أن أبكي أنهم قالوا بعد 90 يوم ، ما يعادل الثلاثة اشهر سوف يتم إخراج الفيزا كان ذلك حقاً كالصاعقه ، ما يعني ان سنة من حياتي ذهبت سداً !! كنتُ أقول هم يهولون المواضيع ولكن بالفعل كانت ثلاثة اشهر بالتمام !

فاصلة :
" لمن يريد ان يقدم فيزا لاي دولة ، الأفضل إعطاؤها لمكتب تخليص فيزا ، لأنك سوف تخسر الكثير من صحتك في دوائرنا الحكومية المُكيفة ، والتي يتعامل فيها الموظفون برُقي كما تعلمون "







أخاذيات ( 22 )

 أتت التسعين يوماً ، كانت صعبةً للغاية ، قد يقول البعض لما ؟ 
والإجابة ستكون ، سئمت من النوم ، سئمت من الجلوس بلا عمل ، الكل يدرس وأنا عاطل 
لدرجة انني كنتُ معروفا لدى الناس ، تراني في الشارع ، وينظرون إلي الناس نظرة الشخص الكاذب 
احد الاشياء التي يقولونها " معقولة ثلاث اشهر عشان فيزا ، شكله يكذب لا به بعثه ولا هم يحزنون والناس تراهم يتفنون في الحش ،  
كنتُ أكلم السفارة شبه اسبوعي للتأكد من أن الفيزا الدراسية إنتهت ، ولكن يقولون إنتظر مثلك مثل زملائك 
يا رب عجّل الفرج ، خلال هذه التعسين يوم ، سافرت جدة ، وسافرت شرورة 
جدة لأداء العمره ، وشرورة لزيارة أخي هناك
أذكر انني دخلتُ معهداً لتدريس اللغة الإنجليزية عليّ أستفيد بعض الكلمات التي ستنقذني في المواقف الحرجة 
وما يثير الضحك ، أن شنطتي كانت جاهزة وفي وضعية الإستعداد ، لقد كنت متحمساً واشتريتُ بدلة رسمية وكرفتا حمرا  هههه 
عندما أقارن لبسي وصوري بأول يومٍ وصلت فيه لدولة التشيك ، مع لبسي وصوري الحالية أنفجر ضحكاً
يالله خلصي يالتسعين يوم 




أخاذيات ( 23 )

 الحمدلله إنقضت التسعين يوماً بعد جهدٍ جهيد ، وبعد إتصالاتٍ شبه أسبوعية بالسفارة 
طبعا لم اكن من أول الواصلين من دفعتي إلى دولة التشيك ، كنتُ قبل الدفعة الأخيره ، 
لأن السفارة كانت ترسل الطلاب على شكل مجموعات ، ولكن أنا لم أكن ضمنهم ، 
أذكر أنني طلبتُ أن أسافر وحدي أنا وزميل لي من نجران ، في بداية الأمر كآنت رحلته هو على الخطوط الإماراتية
وأنا عندما راجعت لأخذ أمر الإركاب كنت على الطيران الألماني ، طبعا بدأتُ الدوام الساعة الثامنه صباحا مع الموظفين ، 
ولم أخذ أمر الإركاب إلا الساعة الخامسة عصراً ، أخذت تاكسي وعدتُ إلى الشقة ، ووبينما أنا في منتصف الطريق إتصل على الموظف المسؤول عن التذاكر 
وبشرني قائلاً لي : تستطيع الذهاب مع صديقك على نفس الخطوط ، ألا وهي الخطوط الإماراتية 
لانه تواصل مع الخطوط ووافقوا على إركابي ، فكان يوجد مقعد لا يشغله أحد
حقيقة نصحني الكثير بها ، وفعلاً كانت من أجمل الخطوط وأرقاها ، تعاملاً وشكلاً ومضموناً 
لا أؤخفيكم ـ عندما وصلنا إلى أراضي التشيك ، لم أُصدق أنني أخيراً وصلت بعد صبرٍ دام أِشهر وأشهر 
كنتُ مذهولاً مما رأيت ، الخضار الذي لم أعتد عليه ، البيوت الحمراء المتناسقة ، 
الجمال سواءاً بشراً أو منآظر 
كدتُ أطير فرحاً عندما وضعتُ أول خطوة في هذه الدولة ، 
كنتُ لا أضيع فرصة أن أرى شيئنا ـ ولا ألام !



أخاذيات ( 24 )

 وضعتُ أولَ خطوة في مطار دولة التشيك ، كنتُ أنتظر هذا المشهد وأخيراً حصل ، كآنت الملحقية قد وكلت أحد مسؤولية لإستقبالنا ، إلتقينا به ، وهو شاب مضى ما يقارب 11 سنه في الأراضي التشيكية " ذو خبرة " ، كانت لدينا نقود باليورو ، والعملة المتداولة هناك الكرونة التشيكية ، أردنا حينها أن نصرف من يورو إلى كرونة في المطار ، ولكن نصحنا المسؤول أن نقوم بذلك خارج المطار ، لأن الإستغلال موجود ولا بد منه ، خاصة لمن لا يعرف شيئا ، وكان الفرق في التحويل خارج وداخل المطار واضحاً جليّا وضعنا الحقائب في السيارة المتوجهة إلى مديتنا ، كان الإنبهار بكل شيء سيّد الموقف ، لا نُريد إضاعةَ أي شيء أو اي كائن حي يمر من أمامنا أو حتى من خلفنا ، إقترح المسؤول ان نقف عند مطعم " مكدانلز " لتناول وجبة سريعة وإكمال الرحلة ،كنّا نسأل إذا ما كان اللحمُ حلالاً ، ولكن لم نجد إجابة شافية ، كبرنا وقلنا بسم الله وأكلنا والله أعلم بما في دوآخلنا .حقيقة الدولة كانت جميلة جداً ، إستمتعنا بالمناظر الخلابة الطبيعية الربانية التي لم يتدخل الإنسان فيها بشيء ، فكانت الأشجار الخضراء كالسياج يحيطُ بالشارع من كلِ جانب ، والجو المعتدل أضاف جمالاً إلى جمال، سبحان المُبدع ، إلى أن وصلنا إلى مديتنا الصغيره ، وكانت هي أجمل وأجمل ، كانت المصحات كثيرة ، بين كل مصحة ومصحة مصحة : )

ومضة
" النظر في مخلوقات الله من نبات ، وحيوان ، وقبل ذا وذاك الأنفس ، يجعل الروح تُسبح دون أن تشعر ، فسبحان الخالق ، الدقة في خلق الشجرة ، هي نفسها التي في النملة "




أخاذيات ( 25 ) 

من بعد الرفاهية في احضان والدتي ، والحنان الذي إعتدت عليه ، ها أنا الآن مسؤولٌ عن نفسي مسؤولية تآمة ، حقيقة المُلحقية قامت بعمل رائع حيث وفرت لجميع الطلبة السعوديين نساءا ورجالا مسكن خاص فيهم لمدة ثلاث أشهر مدفوع من قبل الدولة ، لكي يتعرف الطلاب على بعضهم البعض ، ويتعايشون ويعلم كلٌ منهم الآخر ، كانت النتايج إلى حدٍ ما مرضية وصلنا للسكن وكان في استقبالنا أحد المعلمات وكانت من الجنسية السلوفاكية ، معلمة أنقلش ، رحبت بنا وأخبرتنا بتفاصيل الدراسة والجداول أيضا .المعهد كان مبنى قديم كلاسيكي ، كإمكانيات أرى ان المملكة أقوى بكثير ، ولكن ككوادر كانت دولة التشيك فيها من المعلمين المتيزين حقيقة الكثير ، كان لدينا اربع مدرسين ، اثنان ذكور ، واثنتان من النساء ، كلٌ منهم له شخصية مميزة ، وفي الحلقات القادمة سوف تكون عدسة التكبير على ملامح كل شخصية موجودة ، اسماء الرجال : مستر دفرجاك ، ومستر بول ، والآنسات ، مسز فالدروفا ، ومسز هِيل !أذكر في أول يوم ذهبت فيه كان في استقبالي مستر دفورجاك ، وكانت إنقليزتي تعبانه فقال لي متى وصلت ؟ أدور في راسي لكلمة يوم الخميس ماعرفت ، قام هو وقال لي " الكميس " ؟ إستغربت كيف يعرف عربي ، إتضح لي أنه يعتبر باحث وقد قضى وقت في مصر والسودان للبحث والدراسة !!الأجانب خطيرين ، وما لفت إنتباهي أنهم بشكل عام بعد ما يخصلون الثانوي ، ياخذون سنة لا يدرسون ، يسافرون ويكونون رحاله لكي تتسغ مداركهم ، كالهندمثلا ، وافريقيا  ـ الأدغال وهكذا ، كسبا للخبرة !

فاصلة 
الخبرات لا تأتي إلا بالتجارب ، ويجب أن يعتاد الرجل أو الفتاة على السفر والغربة والتغرب ، لأنها تصنع رجل صلبا ، وإمرأه متصرفه